إن كلماتنا تظل عرائس من شموع حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة.

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

رسالة كونية في تهدم مصنع الإسكندرية

| 4 حبوب »


في هذه الآونة أصيبت الاسكندرية بمصيبة عظيمة إثر ذلك الحادث الذي تهدم فيه المصنع بمنطقة محرم بــك ، نعم الموت مصيبة هكذا وصفه ربنا تبارك و تعالى فقال " فأصابتكم مصيبة الموت " المائدة :106 ، و أي مصيبة أعظم من توقف عمل الإنسان و قيام قيامته إما إلى جنان و رضوان و إما إلى جحيم و هوان نعوذ بالله من الخذلان.

ربما يعجب القارئ حين أذكرأن حادث المصنع هذا الذي علا صفحات الجرائد يقع في الشارع الموازي و المجاور لشارعي الذي أسكن فيه ، بل و يلاصق المسجد الذي أؤدي فيه فرائضي....... كان الأحد يوم الحادث يوما صعبا لم نعهد مثله في الاسكندرية منذ سنين كثيرة مضت ، فالرياح شديدة و الأمطار ثلجية ، سائقو (الميكروباصات) يرفضون العمل حفاظا على أنفسهم و على سياراتهم ، سيارات( التاكسي) تمتلئ بالناس ، لا يقبل أحدهم أن يقلك ، قطعت حوالي ربع المسافة إلى المستشفى سيرا على قدمي إلى أن قبلت سيارة ( تاكسي ) أن تقلني .........حال عودتي شعرت بشئ غريب أشبه بالاستنفار للطوارئ سيارات المطافي ، و سيارات الإسعاف ، و الشرطة و الأمن المركزي .......يبدو أن الأمر جلل .........سمعت البعض يتكلم عن عقار تساقط ........تملك قلبي الخوف على أهلي.........اقتربت شيئا فشيئا فوجدته المصنع......يا إلهي إنه المصنع المجاور للمسجد ، يقولون أنه تهدم مع إقامة صلاة الظهر .......الأمر الذي دفعني لكتابة التدوينه هو الآتي :

اليوم بعد صلاة الصبح في مسجد غير مسجدنا الذي توقفت الصلاة فيه قابلت صديقي و هو إمام مسجدنا .......و تحادثنا في الأمر فذكر لي أن خادم مسجدنا من حين الحادث وهو يبيت في المسجد فاقترح ان نذهب لنطمئن على أحواله ......هذا و عمال الإنقاذ لم يتوقفوا عن العمل ساعة ......ذهبنا إلى المسجد فلم نجد خادمه بل فتح لنا بعض الأهالي ممن أهلهم تحت الأنقاض و ينتظرون إخراجهم ......... المسجد مكون من طابقين بخلاف المدخل أما الطابق الاول فقد أفسده عمال الإنقاذ و هم يهرعون خلاله لانقاذ الاهالي من فتحات النواقذ التي كسر زجاجها ، أما الطابق الثاني فكان سليما .

ذكر لي صديقي أمرا عجيبا و هو ما أنا بصدده في تدوينتي هذه .....و هو أن أحد عمال المصنع خرج منه بين الأذان و الإقامة لتلبية النداء .......أكد هذا لي بالفعل شخص أخر حين ذكر لي ان العامل هذا كان يصلي اليوم الظهر معهم في المسجد .......هذا العامل إن فطن فلا شك أن سيعيش أسير إحسان الله إليه و لسان حاله " لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون " القصص :82

سبحان الله الذي ينجي عباده المؤمنين ......الآن سيضاف إلى تدبري معنى جديد حين أتلو قوله تعالى " و ينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء و لا هم يحزنون "الزمر :61 .......إن النجاة حاصلة في الدنيا أيضا و ليست في الآخرة فقط ، بل ربما كانت النجاة في الدنيا واعظا لتلمس سبل النجاة في الآخرة .

الموت يأتي بغتة.........جملة نكررها كثيرا ....... لم أشعر بها مثلما شعرت ذلك اليوم و صدق من قال ليس المعاين كالمخابر......أدركت ما نحن عليه من طول أمل .......نخطط كثيرا و نحلم كثيرا.......لا أعلم لماذا لا نضع احتمالية الموت قبل أن نبلغ آمالنا ....العجيب أننا نضع خططا تعديلية إن حالت الأقدار بيننا و بين خططنا ليت شعري لم نغفل أن الموت قد يكون أحد هذه الأقدار.. إن كان اغترارا بالشباب فقد رأينا شبابا فقدوا حياتهم في ريعان شبابهم ... و إن كانت أماني فهي حبائل الشيطان فلنحذرها... ينبغي ألا تمر هذه الرسائل الكونية دون أن نتدبرها ....و الله اسأل أن يفقهنا في سننه.

الجمعة، 26 نوفمبر 2010

لماذا ندرس الطب ؟

| 7 حبوب »

لماذا ندرس الطب ؟

1- ندرس الطب لأنه أحد العلوم الحياتية الكفائية التي تمس الحاجة إليها.


2- ندرس الطب استجابة للأمر القرآني "وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ "سورة الذاريات:21 ، إنها محاولة منا نحن الضعاف لاستكشاف الجوانب المجهولة فينا .


3- ندرس الطب لإنه مدخل إلى أحد مقاصد الشريعة الخمسة و هي )حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال) بل عند البعض سيكون مدخلا إلى مقصدين.


4- ندرس الطب لأنه مدخل لنفع الناس و إدخال السرور عليهم ، ففي الحديث (أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربةً ، أو تقضي عنه دَيناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً ، ومن كفَّ غضبه سَتَرَ الله عورته ، ومن كَظَمَ غيظاً ولو شاء أن يُمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة ، ومَن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزلُّ الأقدام ، وإن سوء الخُلُق ليُفْسد العمل كما يُفْسد الخلُّ العَسَل )( رواه ابن أبي الدنيا وحسَّنه الألباني.)


5- ندرس الطب لأن الطبيب بحكم عمله سيكون دائما في عيادة ربه عز وجل ففي الحديث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي ). رواه مسلم


6- ندرس الطب لأنه مدعاة لخشية الله عز و جل فحين ترى المرضى بين تأوهات و توجعات تذكر قوله تعالى " و خلق الإنسان ضعيفا " النساء : 28 ، فتقر بضعفك الإنساني أمام عظمة الله فتعلم فتخشى.


7- ندرس الطب لأنه امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم "تداووا عباد الله" صحيح أخرجه ابن عبد البر في التمهيد ، فالطبيب يساهم في الامتثال لهذا الامر بوصفه للدواء.


8- ندرس الطب ، لأن الطبيب المؤمن لا تقنع همته بالدون فهو يعلم جيدا من حديث النبي صلى الله عليه و سلم "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ." رواه البخاري من حديث أبي هريرة ، فتناطح همته السحاب في كشف المجهول و التوصل لطرق جديدة و علاجات ناجعة.


9- ندرس الطب لأنه سبب في إحياء النفس و قد قال تعالى " و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " المائدة :32 ، فهو يطمع في جزيل الثواب من الملك الوهاب.


10- الطبيب يساهم في صناعة الحضارة ، فمن المعلوم أن مثلث التخلف يرتكز على ثلاثة ضلوع ؛ الفقر و الجهل و المرض ، فالطبيب رفع عن نفسه الجهل ، و حارب المرض ، وحافظ على الصحة التي هي أساس العمل و نبذ الفقر.


و بعد فتلك عشرة كاملة .......نحتاج دائما ان نعود إليها لنتذكر عظم الأمانة التي نحملها ....... كلما أوهنت قواك المتاعب ارجع دائما لتلك العشرة لتواصل و الله المستعان و عليه التكلان.

الأحد، 17 أكتوبر 2010

و ما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي

| 11 حبوب »

هذا العنوان يطابق قول قوم نوح

(فَقَالَ الْمَلاُ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاّ بَشَراً مّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتّبَعَكَ إِلاّ الّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرّأْيِ وَمَا نَرَىَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنّكُمْ كَاذِبِينَ) هود : 27

حين أخذ يدعوهم إلى الله الف سنة إلا خمسين عاما من قبل أن ياخذهم الطوفان ، و لكن نظرتهم القاصرة تجمعت و تركزت في النظر في حال أتباع هذا الدين ، إنهم من أراذلنا الحقراء السفهاء ، بادي الرأي الذين لا يؤبه لقولهم الذين لا يمثلون قيمة في مجتمعهم ، غير المؤثرين في قوائمه الحضارية و صرحه النهضوي ، إنما هم مجموعة من المستضعفين ، بل ربما كان التجاؤهم إلى هذا الدين ليمثل لهم عزا أو يرفع لهم شأنا بعد فقدوا هذا الشأن بفشلهم على المشاركة بلبنات في صرح نهضتنا ؛ و من ثم فلا حاجة لنا في الإصغاء إلى قول هؤلاء...........هكذا فكر قوم نوح .

و أنا لست بصدد انتقاد هذا التفكير من حيث كونه حاول معرفة الحق بالرجال و قدرهم في مجتمعهم ، و هو لا يصح ، فالحق لا يعرف بكثرة أو قلة و لا باتباع أمير أو اتباع غفير ، إنما الحق يعرف بذاته ، لكن حديثي هذا يتوجه إلى طلاب الحق ، حملة مشعل التنوير الإسلامي الحضاري الذي ننشده في مجتمعاتنا ، لا تجعلهم يعتبرونك من أراذلهم بادي الرأي .

نعم يا طالب النور ، يا رائدة التنوير ، افهما هذا الحقيقة جيدا ، إن حملة هذه الأمانة لا ينبغي لهم أبدا أن يرضوا بالدون ، و ليعلم كل منا أنه في مجاله هذا على ثغرة من ثغور هذا الدين فليحذ أن يؤتى الدين من قبله ، و لا يشغلّنا عن هذا الثغر ثغور اخرى ، فلا بد لنا أن نعلم أن لهذه الثغور من هم لها ، و أنه وحده هو القائم على ثغره ، و لو التفت هنيهة إلى غيره إخوتاه فقد قصر في حمل أمانته .

يمازحني صديقي فيقول لي : نجحت و لا أخ ؟ أي سخف هذا !؟ للأسف كلمة أخ في مجتمعنا تطلق على الملتزم ، و كأن الملتزمين هؤلاء نسيج لمجتمع أخر غير مجتمع الناس ، فهذا السؤال من الخطورة بمكان ، إنه يحمل في طياته معنى خطير ، أنه يترجم المعنى الآتي : هل شاركتنا عالمنا بالنجاح ، أم آثرت عالمك الخاص على عالمنا ؟ .

نكأ الجرح يوما أن أسمع أحدهم يقول – بجدية – أن الواجب عليه أن ينجح ، أما التفوق فحبذا لو كان في العلوم الشرعية ، أما مجاله الذي أختاره الله له ، و الذي هو أصلا قائم على ثغره ، فلا بأس بالاكتفاء بالنجاح و ترك التفوق للآخرين حتى و إن كان الآخرون من غير المسلمين ، فإلى الله المشتكى !!

لطالما اختفلت مع إخواني الذين يرددون العلم الشرعي هو أفضل العلوم ، وهم و إن أنكروا احتقارهم للعلوم الحياتية الأخرى التي تمس الحاجة إليها ، فهم يحتقرونها بفعلهم بتقصيرهم في التحصيل الأمثل لها بانصرافهم عنها إلى العلم الشرعي ، الأنكى من ذلك أني ذهبت إلى حد رموز الدعوة في مدينتنا الأسكندرية لاسأله عن الحديث الذي حسنه الترمذي القائل ( من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع ) بعد أن سمعت تضييق أحدهم نطاق هذا الحديث في حدود العلم الشرعي دون سواه ، فقلت يا شيخ هل معنى هذا أني لو خرجت لدراسة الطب مبتغيا وجه الله ، ألا يكون هذا خروجا في سبيل الله !؟ رفضنا شيخنا الجليل أن يخلع علي هذا الشرف ، و اكتفى بأن يقول تخرج و لك الأجر و الثواب . ألححت لاستخرجها من بين شفتيه ، لكنه ضن بأكثر مما ذكرآنفا !!

إن التفرقة بين العلوم و جعلها مراتب من شأنها أن توجه طاقات الشباب إلى حيازة اشرف العلوم أو قل التقصير في تحصيل ما سواها باعتباره أدنى منها شرفا ، و هو خرق في صرحنا الحضاري الذي ننشد استعادته ، ثم إن قيمة العلم لا تتمثل في العلم ذاته إنما تتمثل فيما عمل به ذووه ، و ما حال أهل الكتاب الذين نبذوا الكتاب وراء ظهورهم منا ببعيد " و لما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتو الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون" فهؤلاء على هذا القول حازوا أشرف العلوم في زمانهم فماذا فعلوا ؟ بينما لنتطرق بأنظارنا إلى عظماء في تاريخنا ممن ولوا العلوم الحياتية اهتمامهم و صنعوا مجدهم هل يستقيم أن نقول ان هؤلاء اقل شأنا من اصحاب العلوم الشرعية ....أي فهم هذا ؟!!

شيخنا هذا الذي نتقرب إلى الله بحبه هونفسه الذي قال حين اعترض العلمانيون على هدي الإسلام الظاهر الذي استشرى في مجتمعنا و لله الحمد و المنة : و هل اللحية تمنعك من الصعود للقمر ؟

و هنا نقطة ؛ بالطبع لا ، و لكن هل الذي يربى على أن العلم الشرعي اشرف العلوم و أن ما سواها أقل منها شأنا ، و من ثم طالبها أرفع قدرا من طالب العلم الذي يطلبه ، هل سيفكر هذا يوما في الصعود للقمر ؟ - قطعا لا ، إنه سيركز جهده كله في حيازة أشرف العلوم ، إن يحاصر ببيئة حين تناديه و إن لم تنبت لحيته بعد بقول يا شيخ فلان أضف إلى هذا الشحن الذي يشحنه مما ذكرت ، فيحاط هذا البرعم أن هذا هو السبيل و هو أمر لابد لكل مهتم بنهضة أمتنا أن يراجعه .

إخوتاه ، إني لكم ناصح أمين ، أحسن الله إليكم أكرر كل منا على ثغرة من ثغور هذا الدين ، لا تحقر أبدا علمك الذي تدرسه مادام ينفع إخوانك ، ابذل في تحصيله كل غالٍ و نفيس وقتك و عمرك وحياتك ، حسبك من العلوم الشرعية ما تصح به فريضتك و تسلم به عقيدتك ، تأكد أنه هناك على هذه الثغور من يكفية مؤونة الالتفات إليها ، ول ثغرك كل اهتمامك ، كن أنت سيده ......لا تجعلهم أبدا يقولون على صرحنا الحضاري : و ما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي.

الاثنين، 11 أكتوبر 2010

حدثني خاطري (1)

| 2 حبوب »

بين فقدان الثقة و الإحباط درب قصير تمهده كلماتهم : لا تحاول إنك لن تستطيع

▬▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬

إن النوم وسيلة للراحة......و للهروب أيضا.

▬▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬

حاول ألا تفكر.... ستجد نفسك تفكر كيف لا تفكر !؟

▬▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬

إن التأمل في الحياة يزيد أوجاع الحياة ......و عدم التأمل كذلك.

▬▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬

صدقني لا يهمني كثيرا ان تقتنع برأيي ، حسبي أنه وصلك

▬▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬

تذكر الأمجاد الماضية كثيرا ما يكون ضربا من العجز ، و أحيانا يكون وقودا محركا.

▬▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬

هل تستطيع أن تحيا بلا أمل ؟- نعم لكني سأعيش ميتا.

▬▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬

هل من سبيل إلى العلا ؟- نعم فمازلت التقط أنفاسي.