في إحدى المرات في كلمة لأحد إخواننا في مسجده قال : المؤمن لا يصاب بمرض نفسي ..
قبل أن نناقش هذه الجملة ، و لنكن أكثر وضوحا فنحن نتكلم عن الاكتئاب ..الأطباء النفسيون حين يبينون حقيقة الاكتئاب فإنهم يستثنون فقد شخص عزيز أو الخلل الفسيولوجي أن يكونا من مسبباته ...فقط يذكرون أن تراكم الأحداث المؤلمة و القهر و الإخفاق إزاء ضعف القدرة على المواجهة قد تؤثر على كيميائية المخ فتؤدي إلى ظهور أعراض الاكتئاب من اضطرابات في النوم ، و تناول الطعام و رؤية الشخص للحياة و الانخراط في الأنشطة المختلفة إلى غير ذلك ..

إن الخلل الناتج عن الإصابة بالاكتئاب يكون التعامل معه بالعقاقير التي تعيد كميائية المخ إلى حالتها الطبيعية إلى جانب بعض العلاج السلوكي من خلال التحدث مع المريض و الذي قل كثيرا بعد التوصل إلى العقاقير مما أدى إلى سخط بعض المصابين انفسهم لأنهم في أحيان كثيرة يريدون التكلم أو قل الصراخ ..

لكن ما دخل الإيمان في هذا ؟
الوقاية خير من العلاج هذه القاعدة الطبية العظيمة قد تكون المدخل لنا في مناقشة أثر الإيمان ، قد ذكرنا أن تراكم الأحداث المؤلمة إزاء ضعف المقاومة هي المسبب للاكتئاب ، هذه المقاومة تستمد بشكل كبير من إيمان الشخص إلى جانب البيئة المحيطة من أصدقاء و عائلة ..

فالمؤمن حين يعيش في ظل اعتقاده بأن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة ، و أن ارتباطه لابد أن يكون بالله الذي يسير الكون بأسره ، و ليس لعوارض الحياة و نوازلها يستطيع أن يتغلب على دواعي الاكتئاب ..

فالحل هو الإيمان و العمل على زيادته ..و لا شك أن تدبر القرآن و آياته من أعظم أسباب زيادة الإيمان"
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " الأنفال : 2

فانتبه قبل أن تصيبك لحظات الضعف تلك ، فالإيمان هو الطاقة العظيمة التي يُتغلب بها على معوقات الحياة ، فمتى نقص الإيمان قلت القدرة على مجابهة تلك الصعاب ، و أصبح المرء عرضة للاكتئاب ..