بعد أحداث الثورة ، و تباين مواقف الدعاة منها ، و الذي جعل بعضهم في موقف حرج ..دفعني إلى تدوين هذه الخاطرة هذه الآية

"وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) [ الأعراف ]

و قالا الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ...هذه الآية تذكرني بتعليق الشيخ المقدم على وفاة شيخ الأزهر السابق رحمه الله حين قال " إذا رأيت مبتلى فاحمد الله على العافية " .

هؤلاء الدعاة الذين ابتلوا بموقفهم السئ من الثورة و إصرارهم الغير مفهوم على عدم الإقرار بمرجوحية موقفهم حتى بعد أن آتت الثورة أكلها لا تقف عندهم كثيرا فقط قل " الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله " و اسمع لنصيحة الشيخ المقدم و احمد الله على العافية .

البعض يعمد إلى نصب المشانق لهم و التحريض على عدم الأخذ منهم هذا خصوصا و أن الثورة قد أطاحت بتقييمهم- في رأيي -غاضا طرفه عن باعهم الطويل في خدمة هذا الدين و إيذائهم في سبيل الله ... الشافعي كان يقول " الحر من راعى وداد لحظة و انتمى لمن أفاده لفظة " ألا تستحق كلمته هذه التامل ؟

أنا لا أكتب دفاعا عن موقفهم فهو لا يعجبني ، لكني أتسآل ما يجديك في تدمير الرموز عند من يتخذهم رموزًا ؟ و أي طريق سيسلك هذا بعد أن ينقلب على رموزه ؟ أليس من الممكن أن يكتنفه الشيطان في طرق الغواية ...أليس من الممكن أن يضل تماما ...أتريد أن تكون عونا للشيطان على أخيك؟

أقول دائما في نفسي ...أنت سائر إلى الله ...لا تلتفت...الثورة قد بينت لنا خللا كبيرا في أنفسنا...خلل يتمثل في الهوة بين القول و العمل ..هذا الخلل يحتاج إلى إصلاح...يحتاج إلى فعل.... إنه وقت الإسلام التطبيقي...الإسلام الحضاري ....تبا لتلك الكلمات و قيل و قلنا ...سأمتها بعد الثورة ...أنت لا تريد إلا النجاة ... تلمس سبلها ...استمع لكل من يدلك على الله ...جد في المسير ... لقد سبقك الكثير...النجاة النجاة!!