إن كلماتنا تظل عرائس من شموع حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة.

الأحد، 17 أكتوبر 2010

و ما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي

| 11 حبوب »

هذا العنوان يطابق قول قوم نوح

(فَقَالَ الْمَلاُ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاّ بَشَراً مّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتّبَعَكَ إِلاّ الّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرّأْيِ وَمَا نَرَىَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنّكُمْ كَاذِبِينَ) هود : 27

حين أخذ يدعوهم إلى الله الف سنة إلا خمسين عاما من قبل أن ياخذهم الطوفان ، و لكن نظرتهم القاصرة تجمعت و تركزت في النظر في حال أتباع هذا الدين ، إنهم من أراذلنا الحقراء السفهاء ، بادي الرأي الذين لا يؤبه لقولهم الذين لا يمثلون قيمة في مجتمعهم ، غير المؤثرين في قوائمه الحضارية و صرحه النهضوي ، إنما هم مجموعة من المستضعفين ، بل ربما كان التجاؤهم إلى هذا الدين ليمثل لهم عزا أو يرفع لهم شأنا بعد فقدوا هذا الشأن بفشلهم على المشاركة بلبنات في صرح نهضتنا ؛ و من ثم فلا حاجة لنا في الإصغاء إلى قول هؤلاء...........هكذا فكر قوم نوح .

و أنا لست بصدد انتقاد هذا التفكير من حيث كونه حاول معرفة الحق بالرجال و قدرهم في مجتمعهم ، و هو لا يصح ، فالحق لا يعرف بكثرة أو قلة و لا باتباع أمير أو اتباع غفير ، إنما الحق يعرف بذاته ، لكن حديثي هذا يتوجه إلى طلاب الحق ، حملة مشعل التنوير الإسلامي الحضاري الذي ننشده في مجتمعاتنا ، لا تجعلهم يعتبرونك من أراذلهم بادي الرأي .

نعم يا طالب النور ، يا رائدة التنوير ، افهما هذا الحقيقة جيدا ، إن حملة هذه الأمانة لا ينبغي لهم أبدا أن يرضوا بالدون ، و ليعلم كل منا أنه في مجاله هذا على ثغرة من ثغور هذا الدين فليحذ أن يؤتى الدين من قبله ، و لا يشغلّنا عن هذا الثغر ثغور اخرى ، فلا بد لنا أن نعلم أن لهذه الثغور من هم لها ، و أنه وحده هو القائم على ثغره ، و لو التفت هنيهة إلى غيره إخوتاه فقد قصر في حمل أمانته .

يمازحني صديقي فيقول لي : نجحت و لا أخ ؟ أي سخف هذا !؟ للأسف كلمة أخ في مجتمعنا تطلق على الملتزم ، و كأن الملتزمين هؤلاء نسيج لمجتمع أخر غير مجتمع الناس ، فهذا السؤال من الخطورة بمكان ، إنه يحمل في طياته معنى خطير ، أنه يترجم المعنى الآتي : هل شاركتنا عالمنا بالنجاح ، أم آثرت عالمك الخاص على عالمنا ؟ .

نكأ الجرح يوما أن أسمع أحدهم يقول – بجدية – أن الواجب عليه أن ينجح ، أما التفوق فحبذا لو كان في العلوم الشرعية ، أما مجاله الذي أختاره الله له ، و الذي هو أصلا قائم على ثغره ، فلا بأس بالاكتفاء بالنجاح و ترك التفوق للآخرين حتى و إن كان الآخرون من غير المسلمين ، فإلى الله المشتكى !!

لطالما اختفلت مع إخواني الذين يرددون العلم الشرعي هو أفضل العلوم ، وهم و إن أنكروا احتقارهم للعلوم الحياتية الأخرى التي تمس الحاجة إليها ، فهم يحتقرونها بفعلهم بتقصيرهم في التحصيل الأمثل لها بانصرافهم عنها إلى العلم الشرعي ، الأنكى من ذلك أني ذهبت إلى حد رموز الدعوة في مدينتنا الأسكندرية لاسأله عن الحديث الذي حسنه الترمذي القائل ( من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع ) بعد أن سمعت تضييق أحدهم نطاق هذا الحديث في حدود العلم الشرعي دون سواه ، فقلت يا شيخ هل معنى هذا أني لو خرجت لدراسة الطب مبتغيا وجه الله ، ألا يكون هذا خروجا في سبيل الله !؟ رفضنا شيخنا الجليل أن يخلع علي هذا الشرف ، و اكتفى بأن يقول تخرج و لك الأجر و الثواب . ألححت لاستخرجها من بين شفتيه ، لكنه ضن بأكثر مما ذكرآنفا !!

إن التفرقة بين العلوم و جعلها مراتب من شأنها أن توجه طاقات الشباب إلى حيازة اشرف العلوم أو قل التقصير في تحصيل ما سواها باعتباره أدنى منها شرفا ، و هو خرق في صرحنا الحضاري الذي ننشد استعادته ، ثم إن قيمة العلم لا تتمثل في العلم ذاته إنما تتمثل فيما عمل به ذووه ، و ما حال أهل الكتاب الذين نبذوا الكتاب وراء ظهورهم منا ببعيد " و لما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتو الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون" فهؤلاء على هذا القول حازوا أشرف العلوم في زمانهم فماذا فعلوا ؟ بينما لنتطرق بأنظارنا إلى عظماء في تاريخنا ممن ولوا العلوم الحياتية اهتمامهم و صنعوا مجدهم هل يستقيم أن نقول ان هؤلاء اقل شأنا من اصحاب العلوم الشرعية ....أي فهم هذا ؟!!

شيخنا هذا الذي نتقرب إلى الله بحبه هونفسه الذي قال حين اعترض العلمانيون على هدي الإسلام الظاهر الذي استشرى في مجتمعنا و لله الحمد و المنة : و هل اللحية تمنعك من الصعود للقمر ؟

و هنا نقطة ؛ بالطبع لا ، و لكن هل الذي يربى على أن العلم الشرعي اشرف العلوم و أن ما سواها أقل منها شأنا ، و من ثم طالبها أرفع قدرا من طالب العلم الذي يطلبه ، هل سيفكر هذا يوما في الصعود للقمر ؟ - قطعا لا ، إنه سيركز جهده كله في حيازة أشرف العلوم ، إن يحاصر ببيئة حين تناديه و إن لم تنبت لحيته بعد بقول يا شيخ فلان أضف إلى هذا الشحن الذي يشحنه مما ذكرت ، فيحاط هذا البرعم أن هذا هو السبيل و هو أمر لابد لكل مهتم بنهضة أمتنا أن يراجعه .

إخوتاه ، إني لكم ناصح أمين ، أحسن الله إليكم أكرر كل منا على ثغرة من ثغور هذا الدين ، لا تحقر أبدا علمك الذي تدرسه مادام ينفع إخوانك ، ابذل في تحصيله كل غالٍ و نفيس وقتك و عمرك وحياتك ، حسبك من العلوم الشرعية ما تصح به فريضتك و تسلم به عقيدتك ، تأكد أنه هناك على هذه الثغور من يكفية مؤونة الالتفات إليها ، ول ثغرك كل اهتمامك ، كن أنت سيده ......لا تجعلهم أبدا يقولون على صرحنا الحضاري : و ما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي.

الاثنين، 11 أكتوبر 2010

حدثني خاطري (1)

| 2 حبوب »

بين فقدان الثقة و الإحباط درب قصير تمهده كلماتهم : لا تحاول إنك لن تستطيع

▬▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬

إن النوم وسيلة للراحة......و للهروب أيضا.

▬▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬

حاول ألا تفكر.... ستجد نفسك تفكر كيف لا تفكر !؟

▬▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬

إن التأمل في الحياة يزيد أوجاع الحياة ......و عدم التأمل كذلك.

▬▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬

صدقني لا يهمني كثيرا ان تقتنع برأيي ، حسبي أنه وصلك

▬▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬

تذكر الأمجاد الماضية كثيرا ما يكون ضربا من العجز ، و أحيانا يكون وقودا محركا.

▬▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬

هل تستطيع أن تحيا بلا أمل ؟- نعم لكني سأعيش ميتا.

▬▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬§▬▬▬▬

هل من سبيل إلى العلا ؟- نعم فمازلت التقط أنفاسي.

الجمعة، 1 أكتوبر 2010

انهزامية المجتمع أم عنصرية الملتزمين

| 4 حبوب »

انهزامية المجتمع أم عنصرية الملتزمين ( تأملات في واقع الدعوة1)

البعض اتهمني برقة شديدة بأني توقفت عن الدعوة حين لاحظ في كتاباتي خروجا عن النمط المألوف ، و الدعوة إلى الله واجب على كل مسلم ، لكنها النظرة الأحادية إلى نمط بعينه و إغضاء الطرف عن الأنماط الأخرى هي التي تقوقع البعض و تحصرهم في انتهاج نمط أحادي و موالاة أشخاصه ، هذا و إن كانت الساحة الإسلامية تعج بمختلف التوجهات التي تكمل نقص بعضها ، و تشترك في تكوين منظومة الإسلام ، نجد أنه لا يزال هناك من يبرأ دعوته من اي نقص ، هذا و إن أقر بخيرية الدعوات الأخرى فإنه لا يتحرج في الإشارة إلى ما يعتريها من تقصير ، و هذا خرق في الفهم ، فالكل له ما له و عليه ما عليه ، و نحن نحب كل من بلغ عن الله و عن رسوله و كل من اراد الخير لهذه الأمة و إن اختلفت توجهاتهم ما دامت رحم الإسلام تتسع كل هؤلاء الأبناء.

أزمة التعريفات

رسم بسمة
استنكارية خفيفة على وجهي ذات يوم قول أستاذنا في الكلية لزميلة منتقبة و قد دخلت متاخرة بعده : اتفضلي يا أخت .

لم يمض بضعة أيام بعدها و أنا في الميكروباص إذ بأحد الراكبين يقول و قد ركبت فتاة
منتقبة : و سعوا للاخت .

أما معي شخصيا فكنت يوما واقفا في استقبال المستشفى يكسوني بالطو أبيض طويل يغطي أكثر من نصف جسمي لا أقول المساحة التي تغطيها لحيتي من وجهي ، فلا يرى المريض إلا اللحية فيأتي إلي قائلا : لو سمحت يا شيخ تشوف الحالة دي !!!!
يكلمني
أحد أصحابي على الفيسبوك بعد ضفته فيقول : ازيك يا أخ محمد!
-
إزيك يا عمر ، عمر عندي سؤال من فضلك
-تفضل
-هل الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه و سلم ينادون بعضهم يا أخ فلا ن و كذا ، بمعنى هل كان ابو بكر يقول لعمر : يا أخ عمر
- لا أظن ، إنما كان يقول يا ابن الخطاب
- إذن يمكنك أن تناديني يا ابن عطية 

شكى لي أحد رفاقي أمرا و هو أنه كان يسير إلى جوار زميله الملتحي ، فقابلا رجلا ملتحيا في الطريق ، لا يعرف أيا منهما ، فألقى عليهما السلام ، و نظره يتجه صوب الملتحي ، فيقول لي ألست مسلما أنا الآخر !؟

لا أدري من السبب !؟ و لا من ابتدأ هذه الأزمة ؟
هل المجتمع الذي يسعي نحو الفضيلة ، و يعجز عن أخذ الخطوات التي أخذها بعض عناصره فعزلهم عنه بوصفهم بالإخوة ليبرر انهزاميته تجاه هذا الهدف !؟
أم الملتزمون أنفسهم هم الذين رأوا في هذا
التمايز نواة للمجتمع الذي يحلمون به ، و هي تلك النواة المتمركزة و التي تتسع لتشمل كافة عناصر المجتمع ؟

هذا او ذاك فكلاهما مخطئ ، فالمجتمع بهذه العزلة سيظل على حاله ، و الملتزمون بهذا
التمايز سيظلون في نواتهم .
لابد أن نعي جيدا الأخوة التي وصفها ربنا في كتابه
فقال " إنما المؤمنون إخوة " ، فهو سبحانه و تعالى قصر الأخوة الشرعية – لا اخوة الوطن و القبيلة – على المؤمنين ، و هنا يتأتى أمر ، هو أن الإيمان أمر قلبي ، حتى حين وصف الأعراب انفسهم بالإيمان نهاهم ربنا فقال " قل لم تؤمنوا و لكن قوا أسلمنا " ، نحن حين نخلع لقب الأخ فلان و الأخت فلانة على اشخاص دون غيرهم ، فنحن نخصهم فقط بالإيمان و هو أمر غير مقبول . و الله الهادي إلى سواء الصراط.