فاجعة ألمت بنا هذه الأيام أكلمت قلوبنا جراء قتل المشجعين الآمنين الذين وجدوا في تشجيع الكرة متنفسا للأوضاع الصعبة التي نحياها في بلدنا .. خرج الآمنون ليشاهدوا مباراة لم يكن يعلم بعضهم أنها آخر مباراة سيشاهدها ..لم يكن يعلم أحدهم أن تنفيسه عن نفسه فيه ذهاب نفسه ...

من صفات الله عز وجل الرحمن الرحيم ..و قد اخبر سبحانه عن ذاته فقال أنه "
كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ" الأنعام : 12 ، و قال " وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ " الكهف:85.، بل إن تجاوزت كل الحدود فقال تبارك و تعالى "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ " الاعراف : 156. وقد ذكر سبحانه في الحديث القدسي : ( إن رحمتي سبقت غضبي )..

و بعد لقد هاجت الدنيا و ماجت لما توسم من يتعلق برحمة الله و يحيا بها ان يتقبل الله هؤلاء الذين ذهبت ارواحهم الآمنة في جريمة غدر في زمرة الشهداء ، صحيح اننا لا نحكم بالشهادة على أحد إلا من تبين من صحيح الكتاب و السنة ذكر أنه شهيد ، أما عدا ذلك فإننا نحتسبه في زمرة الشهداء إن دلت الأحاديث على دخوله فيهم ، و ندعو الله برحمته ان يتقبلهم في تلك الزمرة

من أجل هذا حري بنا أن نحتسب هؤلاء ضحية الكرة فيهم ، كيف لا و قد ماتوا دون دمهم ، و قد جاء في الحديث الذي صححه الألباني "
من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد "

أتعجب من رفض البعض هذا ، و كأن الشهادة صارت صكوكا يوزعونها على من شاءوا ، و ليت شعري أي مشكلة في الاحتساب و الرجاء في رحمة الله ، لاسيما و إن كانوا ذاهبين في غير معصية ، بل ربما طاعة إن كانت من الترويح عن النفوس ساعة بعد ساعة ..إنك حين تتأمل مواقف هؤلاء تتساءل " أ
هم يقسمون رحمت ربك " .. صدق الله القائل " [قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ وَكَانَ الإِنْسَانُ قَتُورًا" .. إلى الله المشتكى .