إن كلماتنا تظل عرائس من شموع حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة.

الاثنين، 13 فبراير 2012

أيها المصلح حنانيك بمن أردت بهم إصلاحا!

| 3 حبوب »



الاصلاح غاية عظيمة ، يصبو إليها فقط أصحاب النفوس الهمامة ، من يعيشون آلام مجتمعاتهم فيتأثرون بها ، و يحاولون أن يجدوا سبلا لحلها ، فهم عين المجتمع التي تسهر من أجل الارتقاء به ، و روحه التي تنبض بالأمل في رفعة شأنه ، و يكفي الاصلاح و أهله شرفا أنه كان وظيفة الأنبياء و المرسلين ، من أجل هذا قال شعيب عليه السلام"
إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ"..

صحيح أن التوفيق يكون بالله ، لكن على كل من أراد الاصلاح ان يتوخى أسباب تحقيقه ؛ إن من أهم هذه الاسباب هو الحياة وسط الناس و إشعارهم أنه منهم يأكل من أكلهم و ينام في مثل فراشهم ، أن يصبر على تأخر استجابتهم و تأخر تأهيلهم لحمل مثل دوره ، هذا أيضا هو خلق النبيين ، ما كان أسهل أن يطلب نبينا أن يطبق الأخشبان على أهل الطائف و قد آذوه ، لكنه لم يكن ليغضب لنفسه صلى الله عليه و سلم ، ولم يكن لينفس عن غضبه و انفعاله بما قد يخسره هدايتهم ..

لكنها الرحمة .أبصرها يا صاح ، إنها رحمة من أراد الاصلاح بقومه فزكاه ربه جل في علاه فقال عنه " لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " فهو صلى الله عليه و سلم جمع بين الحرص عليهم و الرأفة و الرحمة بهم ، فالحرص عليهم و الغلظة معهم ستؤدي لا محالة إلى انفضاض أفراد دعوته من حوله ، و هو ما أكده القرآن الكريم فقال في خلقه صلى الله عليه و سلم "و لو كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" ..

هل تأملت حال نبينا صلى الله عليه و سلم إذا اراد أن يعاتب شخصا : كان يقول صلى الله عليه و سلم : ما بال اقوام يفعلون كذا و كذا ، إنه لم يسمه باسمه ، لم يشعر من حوله أنه ينتقصه ، إن مراعاه الشعور الإنساني حق عظيم كفله الاسلام حتى للمذنب ، فهذا أدعى لا شك ليراجع نفسه و يعيد التفكير في وضعه ..

هذا هو حال المصلحين و حال امامهم صلى الله عليه و سلم ، فلينهج نهجهم من أ|راد اصلاحا ..

الثلاثاء، 7 فبراير 2012

إلى الذين يقسمون رحمت الله

| 0 حبوب »




فاجعة ألمت بنا هذه الأيام أكلمت قلوبنا جراء قتل المشجعين الآمنين الذين وجدوا في تشجيع الكرة متنفسا للأوضاع الصعبة التي نحياها في بلدنا .. خرج الآمنون ليشاهدوا مباراة لم يكن يعلم بعضهم أنها آخر مباراة سيشاهدها ..لم يكن يعلم أحدهم أن تنفيسه عن نفسه فيه ذهاب نفسه ...

من صفات الله عز وجل الرحمن الرحيم ..و قد اخبر سبحانه عن ذاته فقال أنه "
كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ" الأنعام : 12 ، و قال " وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ " الكهف:85.، بل إن تجاوزت كل الحدود فقال تبارك و تعالى "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ " الاعراف : 156. وقد ذكر سبحانه في الحديث القدسي : ( إن رحمتي سبقت غضبي )..

و بعد لقد هاجت الدنيا و ماجت لما توسم من يتعلق برحمة الله و يحيا بها ان يتقبل الله هؤلاء الذين ذهبت ارواحهم الآمنة في جريمة غدر في زمرة الشهداء ، صحيح اننا لا نحكم بالشهادة على أحد إلا من تبين من صحيح الكتاب و السنة ذكر أنه شهيد ، أما عدا ذلك فإننا نحتسبه في زمرة الشهداء إن دلت الأحاديث على دخوله فيهم ، و ندعو الله برحمته ان يتقبلهم في تلك الزمرة

من أجل هذا حري بنا أن نحتسب هؤلاء ضحية الكرة فيهم ، كيف لا و قد ماتوا دون دمهم ، و قد جاء في الحديث الذي صححه الألباني "
من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد "

أتعجب من رفض البعض هذا ، و كأن الشهادة صارت صكوكا يوزعونها على من شاءوا ، و ليت شعري أي مشكلة في الاحتساب و الرجاء في رحمة الله ، لاسيما و إن كانوا ذاهبين في غير معصية ، بل ربما طاعة إن كانت من الترويح عن النفوس ساعة بعد ساعة ..إنك حين تتأمل مواقف هؤلاء تتساءل " أ
هم يقسمون رحمت ربك " .. صدق الله القائل " [قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ وَكَانَ الإِنْسَانُ قَتُورًا" .. إلى الله المشتكى .