بداية لا بد منها:

لا استطيع أن أحدد بوضوح سبب اهتمامى بأعمال الغربيين المسلميين ، ربما يظن ظان أن هذا انبهار بالغرب أردت أن أضيف عليه لمسة من الشرعية التى لا يلام عليها أحد فطفقت التمس أعمال المسلمين من الغربيين ؟ ربما ولا حرج فى هذا ، لكن الأقرب إلى تصورى هو التماسى نبوغهم و استجابتهم للنور فى وسط ظلمات كالحة وصدق نشاطهم فى نشر هذا النور ؟ من منا لا يستشعر الصدق حتى و إن كان لايفهم الألمانية- و الله حسيبه بالطبع - فى بيير فوجل فى هذا المقطع.
http://www.youtube.com/watch?v=n-JgDICsWpE

الإسلام و الغرب


هو كتاب للعالم البوسنوى د. مصطفى خليلوفيتش خريج كلية اصول الدين جامعة الأزهر و الحاصل على الماجستير و الدكتوراة منها ، و يعرض فكر محمد أسد ( ليو بولد فايس سابقا) ذلك العالم المسلم الأوربى الأكثر تأثيرا فى القرن العشرين و قد ساعده على ذلك إتقانه للغة العربية بدرجة لم يصل إليها أوروبي قبله يشيد بهذا الدكتور الدبلوماسى الألمانى المسلم مراد هوفمان.

و بعيدا عن الدخول فى تفاصيل لا داعى لها من حيث إسلامه و إسهامه ، يكفي أن نذكر أن قام بترجمة القرآن من العربية إلى الإنجليزية إلى غير ذلك من الأعمال التي لا مجال هنا لذكرها.

جاء الكتاب فى ثلاثة فصول نناقش فكر محمد أسد مستقاه من كتبه مع ملحق بعيدا عن فكره و إن كان يصب فى بوتقة مغزى الكتاب و هو بعنوان (معالم الحضارة العربية الإسلامية فى الاندلس و دورها فى نهضة الغرب ) للباحث البوسنوى نفسه.


محمد أسد

فصول الكتاب


الفصل الأول : روح الحضارة الغربية من وجهة نظر محمد أسد
تضمن ذلك سبب اللادينية الغربية و قد أجمله فى ثلاث نقاط
أ- الموروث الثقافي للحضارة الرومانية و نظرتها المادية البحتة للحياة الإنسانية و قيمته.
ب- ثورة الطبيعة البشرية ضد المفاهيم المسيحية التي تعتمد على الحرمان و ازدراء و قمع الاحتياجات و الغرائز الإنسانية
ج- الطبيعة البشرية للإله فى العقيدة المسيحية .

الفصل الثانى : اليهودية و المسيحية و الإسلام
اليهودية : التى نشأ فى كنفها و كان جده لأبيه حاخاما و كان يعد أباه ليكون مثله ، أى أنه نشأ فى أسرة دينيه و بالرغم من كونا (نمساوى) فقد أجاد العبرية فى الثالثة عشر و صار يقرا بها التلمود غير أن نظرته إلى الإله الذى يسخر الخلق جميعا لرعاية شعبه المختار - اليهود لم تقنعه
المسيحية : فقد سبق التكلم عن اعتقادهم فى الطبيعة البشرية للإله إلى جانب احتقارهم للغرائز التى هى طبيعة فى الإنسان.
الإسلام : فقد وجد فيه ضالته المنشودة فأسلم و عمره 26 عاما و ظل باقي عمره قرابة نصف قرن يعمل للإسلام يفكر و يحلل السمات الأخلاقية للأوروبيين و علاقتهم بالإسلام.

الفصل الثالث : فساد العالم الإسلامي و هل يمكن تغيير الوضع الحالي
و هو يشخص فيه الداء من حيث أن المشكلة هو إعراض المسلمين عن دينهم فيقول : (و يرجع السبب الأساسي فى التخلف الثقافي و الاجتماعى للمسلمين إلى تخليهم التدريجى عن تطبيق روح الإسلام ؛ فالإسلام لا يزال موجودا فى حياتهم و لكنه جسد بلا روح.)
و قد حدد سببين للخروج من هذه الأزمة :
أ- عدم التقليد الأعمى للغرب
ب- الاهتمام بالتعليم فيقول " لم يعرف عن أى دين آخر تقديره للعقل و التفكير بمثل هذا النحو و إعلاؤه له فوق كافة الأنشطة الإنسانية
الأخرى )

هذا غيض من فيض و لا يعطى الكتاب معشار حقه ، فهو مهم لكل مهتم بنظرة الغربيين للإسلام .....و الله الموفق.