" أيا كانت النتيجة فنحن لا ما قدر لنا فقط نسعى فيما ظنناه قدرنا ...و اقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ...اعلم هذا جيدا تثبت قدمك "

كانت هذه الكلمات التي خطتها يميني في قصاصة صغيرة احتفظت بها في أحد أدراجي ...لم أكن أعلم أنها ستكون معبرة للغاية يوما ما ..

في دراستنا دائما نتهم أنفسنا بالتقصير...هو اتهام في محله فنحن دائما لا نقدم ما علينا ...فطبيعي ألا ترضينا النتيجة دائما ... في النهاية لا نلوم أحدا إنما نلوم أنفسنا ...

لكن هل سبق ان استفرغت وسعك في إصابة هدف لكنك قُهرت ولم يتسن لك الحصول على الهدف ..... حاول أن تلتمسها في حياتك ...ربما لن تجدها للوهلة الأولى ...بل ربما تحتاج إلى حدث كبير تستفرغ فيه وسعك و لا تبلغ هدفك ..فتظهر لك الاحداث الصغيرة في حياتك التي تشتهيها و يحال بينك و بينها ...إنك حينها ستعرف الله بصفته القهار .

البعض يعتبر عدم بلوغ السعي بعد استفراغ الوسع في بلوغه فشلا ...قد يقول لك فشلت محاولتك ...غير أني في الحقيقة لا اعتبرها فشلا بل هي نجاح عندي ...هذا النجاح يتمثل في جرأة الإقدام ..تلك الجرأة التي تغلبت فيك على دوافع العجز و الكسل و الخوف ...تلك الجرأة التي خرجت بك لتعبر عن ثقتك بنفسك و جرأتك في الطلب .. تلك الجرأة التي يفتقدها الكثيرون فيبقون في أماكنهم بين مشاعر الحيرة و الارتباك على حد تعبير الغزالي رحمه الله.

أي صاحب الإقدام حري بك أن تفخر بسعيك .. أن تسعد بهذا النجاح ...إن بلوغ النتيجة ليست نتيجة طبيعية للسعي أبدا .

إنك حينها تعرف الله بصفة القهر " سبحانه هو الله الواحد القهار" الزمر :4

ربما حين نتأمل الآية في الأنعام يسوقنا هذا إلى ربطها بدعاء الاستخارة " و هو القاهر فوق عبادة و هو الحكيم الخبير " الانعام : 18
كذا نقول في نهاية دعاء الاستخارة " واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني "

إن ذكر صفتي الله الحكيم الخبير بعد صفة القهر ، مع الدعاء بالرضا بالخير المقدر ، ربما يؤكد على تلك الحقيقة أن الله القاهر لإرادات عباده هو عليم خبير بما يصلح احوالهم ...فربما يقهر تلك الإرادة التي ظن صاحبها أن فيها خيره و صلاحه بينما هي في علم الله فيها هلاكه و فناؤه ...من هنا يأتي طلب الرضا في دعاء الاستخارة في حالة وقوع قهر الإرادة .