بالأمس القريب كنت ازور موقع طريق الإسلام فوقعت عيني على جديد الموقع و هي مادة من برنامج ضع بصمتك للحبوب الدكتور العريفي يتناول الامراض الجنسية و كيفية وضع بصمتنا فيها ..لأني أحب العريفي حملتها ثم نقلتها للموبايل لاستمع إليها في الدقائق الأخيرة قبل أن تتوفى نفسي في رحلة النوم اليومية ... قبلها بيومين جلست و أمي لأشاهد برنامج يستضيف مريضا بالإيدز ...في الأسبوع السابق قرأت مقالا أعجبني للدكتور خالد منتصر بعنوان مفيش يستاهل في الطب.

هذا صحيح مفيش يستاهل في الطب ... هذا ما وافقتني عليه أمي معلقة " ما خلاص ربنا عاقبه " ...ما أنا بصدده في هذه التدوينة هو محاربة تلك النظرة الدونية ...للشيخ محمد إسماعيل كلمة جميلة حفظتها منه سبق أن دونتها ايضا ، قال : إذا رأيت مبتلى فاحمد الله على العافية.

بداية الإيدز أو مرض نقص المناعة المكتسبة ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي بشخص مصاب ، بل حتى القبلات الجنسية ، و كذلك الشذوذ ، و نقل دم ملوث او الحقن الغير معقمة في إدمان أو غيره ... لك أن تختار أبشعها أو أسوأها و لاعتبره الشذوذ و لا اراك تختلف معي ॥ إن النظرة الدونية التي يحملها البعض تجاه المرضى إنما أصلها مرض في نفس الناظر جعلته ينسى عصمة الله له و رعايته و حفظه له من أن يصاب بأمر كهذا أو يقع في خطأ كهذا ، بل و أضاف إلى هذا الجرم جرما أبشع فنصب من نفسه حكما على الناس يقولبهم في قوالب من صنعه !!

إننا حين نتعامل مع المريض من منطلق أنه إنسان يصيب و يخطئ ، إن جرى القلم عليه بالخطأ فنحن نقدر فيه بشريته كما قدرها الله و قال " يريد الله أن يخفف عنكم و خلق الإنسان ضعيفا " فيد العون و النظرة الحانية المشفقة لابد أن تكون أقرب من أي نظرة أخرى ...بل إن النظرات الأخرى التي من شأنها أن تعزل المريض عن المجتمع و تصمه بوصمة الخطيئة و تحتقره باعتباره خرج على ميثاق الأخلاق في المجتمع من الخطر بمكان فقد تحول الشخص إلى شخص عدواني يسعى لنشر سبب ذلك النبذ في المجتمع كما قال المثل العربي " ودت الزانية لو أن كل النساء زواني ".

إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر ، بل قد يبتلي سبحانه العبد ليرجع إليه"
فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " ...فما لنا نحن البشر نحول بين الناس و ربهم ...مالنا لا نأخذ بأيديهم إليه و إن أخطأوا .. مالنا نأمن مكر الله .. نحن في حاجة إلى أن ندرك كنه نفوسنا الضعيفة متأملين قوله تعالى ... "ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا"