إن كلماتنا تظل عرائس من شموع حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة.

السبت، 25 يونيو 2011

بين فشل المحاولة وقهر الإرادة

| 1 حبوب »




" أيا كانت النتيجة فنحن لا ما قدر لنا فقط نسعى فيما ظنناه قدرنا ...و اقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ...اعلم هذا جيدا تثبت قدمك "

كانت هذه الكلمات التي خطتها يميني في قصاصة صغيرة احتفظت بها في أحد أدراجي ...لم أكن أعلم أنها ستكون معبرة للغاية يوما ما ..

في دراستنا دائما نتهم أنفسنا بالتقصير...هو اتهام في محله فنحن دائما لا نقدم ما علينا ...فطبيعي ألا ترضينا النتيجة دائما ... في النهاية لا نلوم أحدا إنما نلوم أنفسنا ...

لكن هل سبق ان استفرغت وسعك في إصابة هدف لكنك قُهرت ولم يتسن لك الحصول على الهدف ..... حاول أن تلتمسها في حياتك ...ربما لن تجدها للوهلة الأولى ...بل ربما تحتاج إلى حدث كبير تستفرغ فيه وسعك و لا تبلغ هدفك ..فتظهر لك الاحداث الصغيرة في حياتك التي تشتهيها و يحال بينك و بينها ...إنك حينها ستعرف الله بصفته القهار .

البعض يعتبر عدم بلوغ السعي بعد استفراغ الوسع في بلوغه فشلا ...قد يقول لك فشلت محاولتك ...غير أني في الحقيقة لا اعتبرها فشلا بل هي نجاح عندي ...هذا النجاح يتمثل في جرأة الإقدام ..تلك الجرأة التي تغلبت فيك على دوافع العجز و الكسل و الخوف ...تلك الجرأة التي خرجت بك لتعبر عن ثقتك بنفسك و جرأتك في الطلب .. تلك الجرأة التي يفتقدها الكثيرون فيبقون في أماكنهم بين مشاعر الحيرة و الارتباك على حد تعبير الغزالي رحمه الله.

أي صاحب الإقدام حري بك أن تفخر بسعيك .. أن تسعد بهذا النجاح ...إن بلوغ النتيجة ليست نتيجة طبيعية للسعي أبدا .

إنك حينها تعرف الله بصفة القهر " سبحانه هو الله الواحد القهار" الزمر :4

ربما حين نتأمل الآية في الأنعام يسوقنا هذا إلى ربطها بدعاء الاستخارة " و هو القاهر فوق عبادة و هو الحكيم الخبير " الانعام : 18
كذا نقول في نهاية دعاء الاستخارة " واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني "

إن ذكر صفتي الله الحكيم الخبير بعد صفة القهر ، مع الدعاء بالرضا بالخير المقدر ، ربما يؤكد على تلك الحقيقة أن الله القاهر لإرادات عباده هو عليم خبير بما يصلح احوالهم ...فربما يقهر تلك الإرادة التي ظن صاحبها أن فيها خيره و صلاحه بينما هي في علم الله فيها هلاكه و فناؤه ...من هنا يأتي طلب الرضا في دعاء الاستخارة في حالة وقوع قهر الإرادة .


الأحد، 19 يونيو 2011

وصمة الإيدز ...ثم ؟

| 2 حبوب »


بالأمس القريب كنت ازور موقع طريق الإسلام فوقعت عيني على جديد الموقع و هي مادة من برنامج ضع بصمتك للحبوب الدكتور العريفي يتناول الامراض الجنسية و كيفية وضع بصمتنا فيها ..لأني أحب العريفي حملتها ثم نقلتها للموبايل لاستمع إليها في الدقائق الأخيرة قبل أن تتوفى نفسي في رحلة النوم اليومية ... قبلها بيومين جلست و أمي لأشاهد برنامج يستضيف مريضا بالإيدز ...في الأسبوع السابق قرأت مقالا أعجبني للدكتور خالد منتصر بعنوان مفيش يستاهل في الطب.

هذا صحيح مفيش يستاهل في الطب ... هذا ما وافقتني عليه أمي معلقة " ما خلاص ربنا عاقبه " ...ما أنا بصدده في هذه التدوينة هو محاربة تلك النظرة الدونية ...للشيخ محمد إسماعيل كلمة جميلة حفظتها منه سبق أن دونتها ايضا ، قال : إذا رأيت مبتلى فاحمد الله على العافية.

بداية الإيدز أو مرض نقص المناعة المكتسبة ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي بشخص مصاب ، بل حتى القبلات الجنسية ، و كذلك الشذوذ ، و نقل دم ملوث او الحقن الغير معقمة في إدمان أو غيره ... لك أن تختار أبشعها أو أسوأها و لاعتبره الشذوذ و لا اراك تختلف معي ॥ إن النظرة الدونية التي يحملها البعض تجاه المرضى إنما أصلها مرض في نفس الناظر جعلته ينسى عصمة الله له و رعايته و حفظه له من أن يصاب بأمر كهذا أو يقع في خطأ كهذا ، بل و أضاف إلى هذا الجرم جرما أبشع فنصب من نفسه حكما على الناس يقولبهم في قوالب من صنعه !!

إننا حين نتعامل مع المريض من منطلق أنه إنسان يصيب و يخطئ ، إن جرى القلم عليه بالخطأ فنحن نقدر فيه بشريته كما قدرها الله و قال " يريد الله أن يخفف عنكم و خلق الإنسان ضعيفا " فيد العون و النظرة الحانية المشفقة لابد أن تكون أقرب من أي نظرة أخرى ...بل إن النظرات الأخرى التي من شأنها أن تعزل المريض عن المجتمع و تصمه بوصمة الخطيئة و تحتقره باعتباره خرج على ميثاق الأخلاق في المجتمع من الخطر بمكان فقد تحول الشخص إلى شخص عدواني يسعى لنشر سبب ذلك النبذ في المجتمع كما قال المثل العربي " ودت الزانية لو أن كل النساء زواني ".

إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر ، بل قد يبتلي سبحانه العبد ليرجع إليه"
فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " ...فما لنا نحن البشر نحول بين الناس و ربهم ...مالنا لا نأخذ بأيديهم إليه و إن أخطأوا .. مالنا نأمن مكر الله .. نحن في حاجة إلى أن ندرك كنه نفوسنا الضعيفة متأملين قوله تعالى ... "ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا"