لما عجزت الإرادة عن بلوغ مرادها ، و لم يكن هناك بد من قطع الكابل الذى يوصلنى باللشبكة العنكبوتية - ظريف جدا هذا الوصف- كان لا مفر من قطع هذا السبب تأسيا بإخواننا الصعايدة فى قولهم " الصبع اللى يوجعنى أجطعه " ......... ولما كان (النت) أصبعا بل شوكة فى حلقى ، و الألمان يقولون "ثقب فى بطنى " للتعبير عن هذا المعنى ، هذه الشوكة تبتلع وقتى ابتلاعا ، و تنأى بى عن مذاكرتى ، كان قطع السبب هو السبيل الأمثل بعد محاولات باءت بالفشل فى ترشيد الاستهلاك.
بيد أنه اتضح لى أن المشكلة لا تكمن فى (النت) بل فى نفسى التى بينها و بين المذاكرة جفاء ......فإذا حيل بينى و بين النت فلتجتهدى أيتها النفس فى البحث عن هوايات أخرى تنأى بك عن المذاكرة........لا بأس من شراء الجريدة فأنت لا تطالعها على (النت)........و لا مانع من سماع إذاعات الراديو فهى تعرض ما يجذب اهتمامك .......ها قد وجدت من يقرأ لك القصة قى برنامج النص الأصلى .........أسعد بذلك الذى يلقى عليك الشعر المعاصر فى برنامج لغتنا الجميلة!........أما إذاعة القرآن الكريم فهنيئا لك ستستمع إلى أنقى التسجيلات .....و سيتاح لك أيضا سماع الدكتور سعد الدين هلال أحب الفقهاء المعاصرين إلى قلبك.

الأمر الأهم أن هذه الخطوة أتاحت لى قضاء أوقات أكبر فى المكتبة ......و العجيب على خلاف العادة صارت مطالعة الكتب الطبية أجذب لى من مطالعة كتب الادب......هل كان من المتصور أن أحضر كتابا فى المكروبيولوجى و رواية (مائة عام من العزلة) فيسأثر الميكروبيولوجى بالساعة التى قضيتها ؟!!

كان قرارى هو قطع النت لمدة شهر ثم توصيلة مرة أخرى عملا بقول خبراء التنمية البشرية الذين يقولون أنك باستطاعتك التخلص من عاداتك السيئة إذا مر عليك شهر دون مباشرتها..............غير أن النتائج الإيجابية التى التمسها حتى الآن تلح على بقطعه من حياتى مع الاكتفاء ببضع ساعات إسبوعية تمليها على الحاجة ...........أمر يستحق إنعام النظر.