هذه القصة أوردها ابن الجوزى فى ذم الهوى ،

قال وهب بن منبه : كان فى بنى إسرائيل رجل من العباد شديد الاجتهاد ، فرأى يوما امرأة ، فوقعت فى نفسه بأول نظرة ، فقام مسرعا حتى لحقها .
فقال : رويدك يا هذه . فوقفت و عرفته
فقالت : ما حاجتك ؟

قال : أذات زوج أنت ؟
قالت : نعم فما تريد ؟
قال : لو كان غير هذا كان لنا نظر فى ذلك .
قالت : و ما نظرك ؟
قال : عرض بقلبى من نظرك عارض .
قالت : و ما يمنعك من إنفاذه؟
قال : و تتابعينى على ذلك ؟
قالت : نعم .

فخلت به فى موضع ، فلما أن راته مجدًا فى الذى يناله . قالت: رويدك يا مسكين لا تسقط جاهك عنده.
قال : فانتبه لها ، و سكن عنه ما يجد من فتنتها ، فقال : لا حرمك الله ثواب فعلك.

ثم تنحى ناحية فقال لنفسه اختارى إما عمى العينين ، و إما قطع الإحليل ، و إما السياحة فى مسالك الوحوش و السباع فاختارت السياحة.
قال : فلبس أثواب السياحة ، و خرج سائحا فى البرارى و القفار حتى مات يبكى على تلك النظرة ...أهـ