إن كلماتنا تظل عرائس من شموع حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة.

السبت، 30 أبريل 2011

وراء كل رجل عظيم امرأة ؟ ..كلا !!

| 4 حبوب »


في نهاية النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، و تحديدا قبل نهايته بخمسة أعوام في عام 1895 خرج علينا (رونتجن) بصيحة جديدة في عالم التشخيص الطبي : الأشعة السينية X-Rays

(رونتجن)الذي طرد في طفولته من مدرسته أصبح على وشك ثورة طبية جديدة ، ترى من سيشد من عضده على أعتاب تلك الثورة صديق ؟ أم مساعد ..لا هذا و لا ذاك إنما زوجته .

إنه لمن الطريف أن يكون أول (رادبوجرام) عرفته البشرية ، هو ذلك الذي صور فيه رونتجن يد زوجته ، بل ربما كان ترك الخاتم في اصبعها متعمدا ليجعل من التاريخ شاهدا على ذلك الميثاق الغليظ الذي جمع بينها و بينه .

ربما كانت زوجته ستغضب إن علمت من هؤلاء الذين أرادوا تكريمها فجعلوها خلف (رونتجن) قائلين وراء كل رجل عظيم امرأة ، حقيقة إن هؤلاء الذين جعلوا المرأة وراء الرجل العظيم بخسوا حق المرأة و لم يعرفوا الرجل .

إن المرأة ذلك المخلوق العجيب في خَلقه ، عجيب في خٌلقه يستحق أكثر من ذلك لا ريب ، عجيب في خَلقه لإنها خلقت من ضلع الرجل في إشارة إلى احتوائه ، ذلك الاحتواء الذي به تتبدد آلام الرجل ،و تنقشع به أحزانه ، و تذهب همومه و غمومه إذا ما أسند رأسه إلى صدرها . يا لقدرة المرأة على الامتصاص !

عجيبُ في خُلقه لأنه بينما يحتوي الرجل فإنه ينطوي تحت إبطه ملتحفا بذراعه لا غنى له عن حماية ذلك الذراع ..

ربما تعجب من الصورتين ...و لكنها حقيقة ذلك المخلوق العجيب ..و هي حقيقة جديرة بالعجب و الإعجاب .

إن المرأة هي أمي هي زوجتي هي أختي هي ابنتي ...هي جزء مني لا تفصلوه ورائي !!

الثلاثاء، 26 أبريل 2011

سنشد عضدك بأخيك

| 2 حبوب »


من جميل آيات القرآن التي تستوقفني كلما مررت بها قول ربنا تبارك و تعالى لموسى عليه السلام "قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنْ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ" القصص : 35 ..لا شك أن أعظم شفاعة في الدنيا هي شفاعة كليم الله موسى عليه السلام لأخيه هارون عليه السلام و التي رفعت الثاني لمقام النبوة .. تلك الشفاعة التي تتجلى في قول موسى عليه السلام " وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ" القصص :34.

هل تستشعر معي عمق قوله تعالى " سنشد عضدك بأخيك " ..إن العضد تتجمع فيه العضلات القوية للطرف العلوي ، ذلك الطرف الذي يقوم بالأعمال التي تتطلب القوة ، و الذي تصوره الرسوم برمز للقوة ، فيأتي القرآن ليؤكد أن هذه القوة ستُشد بالأخ ..أي قارئي العزيز لا يخامرني شك في أني لم أستطع إيصال المعنى الذي
أشعر به حيال تلك الكلمات وأنى لي ॥هناك بعض الكلمات قوتها كل قوتها فيها ؛ فأي محاولة لبسطها لن تزيد المعنى إلا ضعفا فاعذرني .

هذه العلاقة الجميلة بين الأخوين موسى و هارون عليهما السلام تشعرك كيف كانا يدا واحدة ॥تلمس هذا في دعاءموسى عليه السلام على فرعون " وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ" يونس :88
فتأتي الاستجابة الربانية و الخطاب للإثنين "قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ" يونس :89
أروع بتلك الملازمة ! إن دعاء موسى و تأمين هارون عليهما السلام على دعائه جعلت هناك قوة في الدعاء فكانت الإجابة و خطاب الإثنين بصيغة المثنى .
بل إن من أعجب ما في هذه العلاقة الجميلة تحسه حين تتأمل تعامل هارون عليه السلام و هو الأخ الأكبر مع أخيه الأصغر موسى عليه السلام حين رجع الثاني من لقاء ربه فوجد قومه قد عبدوا العجل ، و كان موسى عليه السلام قد جعل أخاه مكان و أمره بالإصلاح و عدم اتباع سبيل المفسدين ، فاستشاط موسى غضبا و وصف ربنا الموقف فقال" ولمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " الاعراف : 150 ... أرأيت؟ إن الأخ الأصغر أخذ برأس الأكبر يجره فما كان من الاكبر إلا أن صبر
؟ هكذا يكون الحلم ، إن هارون عليه السلام هو الأكبر غير أن الشيطان لم يستطع أن يغويه بمدخل أن أخاه الأصغر لا يحترمه ، فقط تفهم حالة الغضب التي اكتنفته و لم يرد أن يضيف إليها غضبا جديدا ॥بل أكثر من ذلك اختيار الكلمات التي تهدئ من روعه فيذكره بقوله " ابن أم " ترى ما الذي حمله على هذا قد يكون مراعاة حالة الغضب و محاولة التخفيف منها ، و قد يكون تذكرا لأمر عظيم كالنبوة التي كان سببا في رفعه لها و كثير من الناس ينسى الأيادي اليبيضاء لغيره عليه إذا رأى منه ما يغضبه ، أو ربما لأن الأخ الاكبر عليه دائما ان يحيط الأصغر بحنانه ..من يدري كلها احتمالات لحقيقة جديرة بالإعجاب .
ثم يسكت عن موسى عليه السلام الغضب فيتوجه إلى الله بالدعاء له و لأخيه "قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَ أَدْخِلْنا فِى رَحْمَتِكَ وَ اَنْتَ اَرْحَمُ الرّاحِمِينَ" الأعراف :151

و بعد فقد دفعني لكتابة هذه التدوينة شعوري بحب جارف تجاه أخي الأصغر .. و هأنذا أهديها لإخواني عامة و له خاصة .. خصوصا كلما تذكرت ذرف عينيه في خلوته عند سماعه أنشودة " أخي في فؤادي " في وقتٍ نزغ الشيطان بيننا ..أي أُخي لا حرمني الله شدك لعضدي .

الأربعاء، 13 أبريل 2011

دراسة الطب و امتهانه ....مجد شخصي أم حاجة مجتمعية !!

| 0 حبوب »


في بداية عامي الجامعي الرابع في إحدى مرات ترددي على المركز الثقافي الألماني ( معهد جيته ) سألت في مكتب المنح عن المنح الموجودة لدراسة الطب ، فأجابتني الدكتورة : المنحة المتوفرة حاليا لتحضير الماستر في الصحة العامة ..
قلت الصحة العامة ؟
قالت : كلكم لما بتعرفوا المنحة في الصحة العامة بتقولوا ..الصحة العامة
إنها من أكتر الحاجات اللي محتاجينها مش كده و لا ايه ؟
تبسمت و حركت رأسي مبديا إقراري لكلامها ... ثم غادرت المكتب وفي نفسي أمل ان أتردد بعد فترة لربما تتوفر منحة أخرى في أي تخصص إكلينيكي .

في راوند الجهاز الهضمي ... و بالتحديد و نحن نتعلم كيفية عمل المناظير ...كشف المنظار عن
MONILIASIS في المرئ ، و هذا المرض ينتج عن الإصابة بأحد الفطريات ، و هو لا يصيب غير هؤلاء الذين يكون جهازهم المناعي في حالة يرثى لها ... و هو شائع في مرضى نقص المناعة المكتسبةAIDS و لأن المريض الذي خضع لفحص المنظار مريض كبد ، فمناعته ضعيفه فلم نستهجن MONILIASIS فيه ، ولكن من حديثي مع النائبة تأتي المفاجأة
-
Moniliasis شائع في مرضى الإيدز ..هم بيروحوا الحميات بس هو مش كتير عندنا مش كده ؟-

- لأ ، أنا من ساعت ما كنت في سنة خامسة شفت 7 حالات لغايت دلوقتي ...عارف أغلبهم كان أيه ؟

جال بخاطري إنهم التقطوا الفيرس عن طريق حقن الإدمان ...في أسوأ تخيلاتي علاقة جنسية رجل أو امرأة مصاب أي منهما نقله للآخر ...و تأتي الإجابة المفاجأة
- كانوا
Homosexual !!

لم يخطر ببالي ابدا ...ربما يكون هؤلاء موجودين في مجتمعنا لا أنكر ...لكن لم أتوقع ابدا أن طبيبة نائبة لم يمر عليها سنوات كثيرة في الطب لترى7 حالات !! و تأتي دراسة من جامعة عين شمس لتذكر أن نسبة هؤلاء في مجتمعنا 8 %

هذا الموقف ذكرني بموقف مكتب المنح حين قال إننا في مصر في حاجة إلى الوعي الصحي الغائب ...أضاف إلى هذا ايضا استرجاعي كلام أحد أساتذتنا في طب الأطفال و هو يقول إن عدد قليل جدا من النساء و ذكر النسبة – و لا أذكرها الآن – يحسنن الرضاعة !!

وهنا يأتي السؤال ... أنا رفضت التفكير في المنحة المقدمة في الصحة العامة ...و لا احد من زملائي لو سالته في اي فرع تريد التخصص .. لا تجده يقول الصحة العامة !... وفي توزيع النيابات العام السابق زميلتي التي اختارت الصحة العامة ترددت كثيرا قبل إعلان القرار .. ووسط التحفيزات من حولها أعلنت الصحة العامة و خرجت مسرعة كأنها تلقي بنفسها إلى التهلكة .!!

و هنا يأتي السؤال الذي استوقفني ..لماذا أدرس الطب ... هل من أجل مجد شخصي لأكون الدكتور العظيم فلان الفلاني ....أم أن حاجة مجتمعي هي التي ستوجه قراري ...حقيقة لست أدري !!