في نهاية النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، و تحديدا قبل نهايته بخمسة أعوام في عام 1895 خرج علينا (رونتجن) بصيحة جديدة في عالم التشخيص الطبي : الأشعة السينية X-Rays

(رونتجن)الذي طرد في طفولته من مدرسته أصبح على وشك ثورة طبية جديدة ، ترى من سيشد من عضده على أعتاب تلك الثورة صديق ؟ أم مساعد ..لا هذا و لا ذاك إنما زوجته .

إنه لمن الطريف أن يكون أول (رادبوجرام) عرفته البشرية ، هو ذلك الذي صور فيه رونتجن يد زوجته ، بل ربما كان ترك الخاتم في اصبعها متعمدا ليجعل من التاريخ شاهدا على ذلك الميثاق الغليظ الذي جمع بينها و بينه .

ربما كانت زوجته ستغضب إن علمت من هؤلاء الذين أرادوا تكريمها فجعلوها خلف (رونتجن) قائلين وراء كل رجل عظيم امرأة ، حقيقة إن هؤلاء الذين جعلوا المرأة وراء الرجل العظيم بخسوا حق المرأة و لم يعرفوا الرجل .

إن المرأة ذلك المخلوق العجيب في خَلقه ، عجيب في خٌلقه يستحق أكثر من ذلك لا ريب ، عجيب في خَلقه لإنها خلقت من ضلع الرجل في إشارة إلى احتوائه ، ذلك الاحتواء الذي به تتبدد آلام الرجل ،و تنقشع به أحزانه ، و تذهب همومه و غمومه إذا ما أسند رأسه إلى صدرها . يا لقدرة المرأة على الامتصاص !

عجيبُ في خُلقه لأنه بينما يحتوي الرجل فإنه ينطوي تحت إبطه ملتحفا بذراعه لا غنى له عن حماية ذلك الذراع ..

ربما تعجب من الصورتين ...و لكنها حقيقة ذلك المخلوق العجيب ..و هي حقيقة جديرة بالعجب و الإعجاب .

إن المرأة هي أمي هي زوجتي هي أختي هي ابنتي ...هي جزء مني لا تفصلوه ورائي !!