سورتا الأنعام و النساء هما أحب سور القرآن إلى قلبى ، أما الأنعام فقد وجدت فيها من جميل التحدث عن ربوبية الله عز و جل ما مسّ شغاف قلبى ، و خصوصا هذه الآيات فى بدايتها " قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴿6/12﴾ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿6/13﴾ قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ ﴿6/14﴾ قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿6/15﴾ مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴿6/16﴾ وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ ﴿6/17﴾ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴿6/18﴾ 0
، و تلك فى ختامها "مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴿6/160﴾ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿6/161﴾ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿6/162﴾ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿6/163﴾ قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿6/164﴾ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿6/165﴾ 0

هذه الآيات على وجه التحديد لن اكون مبالغا إن قلت أنها أحب آيات القرآن إلى قلبى

أما النساء فحبها تغلغل إلى قلبى لما فيها من التحدث عن الجهاد و هجرة الأوائل من ديار الكفر فرارا بدينهم و ربما تأملا فى الآية التى بكى عندها رسولنا صلوات الله و سلامه عليه حين تلاها أبى بن كعب رضى الله عنه " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد و جئنا بك على هؤلاء شهيدا"

أما أحب آياتها إلى قلبى تلك "إنما التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ﴿4/17﴾ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿4/18﴾ 0

و تلك أيضا "
يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿4/26﴾ 0
وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا ﴿4/27﴾ يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا

و لكل من هذه الآيات موضعها فى حياتي ، فآيات النساء أهرع بها في تضرع إلى الله فى ركعتى التوبة التى نص عليهما الحديث ، و لسان حالى يارب اتضرع إليك بأحب كلامك إلى قلبي ، و قد ذكرت أن التوبة عليك للذين يعملون السوء بجهالة ، و ما عصيتك يا رحماني إلا بجهالتي ، و نفسي التي تسلطت علي ، و أنت تريد أن تتوب علينا ، فاحفظنا من الذين يريدوننا أن نميل ميلا عظيما ، و خفف عنا و ارحم ضعفنا.
أما آيات الأنعام فاهرع إليها فى ركعتين أتوسل بهما إلى الله كلما أردت حاجة ، لا سيما قبل الامتحانات ، و ألح فى سجودي ، يا ربنا يا من كتبت على نفسك الرحمة ، يا من رحمته وسعت كل شئ ، يا من كتبت على نفسك الرحمة ، يا ذا الجلال و الإكرام ، يا ذا الجود و الفضل ، يا من وسعت رحمته كل شئ أنا شئ فادخلنى فى رحمتك ، يا رب امسسنى بخير ، يا رب إنك إن تكلنى إلى نفسي فإنك تكلنى إلى ضعف و عورة و ذنب و خطيئة و إنى لا أثق إلا برحمتك ، يا رب إنك إن تكلنى إلى نفسى أضل ، و إن تكلنى إلى شيطانى أغوى ، فيا رب برحمتك دبر لى فإنى لا أحسن التدبير ، يا رب أبرأ إليك من حولى و قوتى ، فلا حول و لا قوة إلا بك ن يارب ارضنى و رضنى.

و حقيقة إنى أرضى بالنتيجة أياً كانت بعد هاتين الركعتين ، قد لا أبلي بلاءا حسنا كما كنت أريد ، غير أن الله يقذف فى قلبى السكينة و الرضا بما قسمه لى و هذا فى رأيي هو جوهر السعادة ، الذى من حازه فقد حاز الدنيا الرضا ، أن ترضى بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس .

إن القرآن كتاب الله المنزل ، و شفاء الصدور من أسقام الحياة ، يهدي للتى هي اقوم ، و يبشر المؤمنين بأن لهم من الله أجرًا كبيرا ، و ها نحن نمضى بخطوات وثابة نحو رمضان –اللهم بلغنا رمضان- نحن نحتاج إلى أن يكون لكتاب الله حظ أوفر من أوقاتنا ، و أنا أول المقصرين فالله المستعان و عليه التكلان.